طلقات

أشرف رمضان يكتب: مصر للشرق الأوسط.. درع وسيف

أشرف رمضان
أشرف رمضان

■ بقلم: أشرف رمضان

تتجه أنظار العالم الآن إلى مصر، باعتبارها الأكبر والأقوى في الشرق الأوسط، والقادرة على تهدئة الأوضاع في المنطقة، فهn أول من بادرت وطالبت بضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وجلوس كل الأطراف المعنية على طاولة المفاوضات.

بالأمس، زار مصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أول زيارة له منذ أكثر من 10 سنوات، لفتح صفحة جديدة بين البلدين، ومناقشة ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، والضغط على الجانب الإسرائيلي لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وأطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، رسائل واضحة خلال القمة المصرية التركية، أهمها التوافق مع الرئيس أردوغان، على ضرورة وقف إطلاق النار في القطاع بشكل فوري، وتحقيق التهدئة بالضفة الغربية، حتى يتسنى استئناف عملية السلام في أقرب فرصة، وصولًا إلى إعلان الدولة الفلسطينية ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وأكد الرئيس السيسي، ضرورة تعزيز التشاور بين البلدين حول الملف الليبي، بما يساعد على عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتوحيد المؤسسة العسكرية بالبلاد، مقدرًا الحاجة إلى تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا الذي سيمثل نموذجًا يحتذى به، حيث إن دول المنطقة هي الأقدر على فهم تعقيداتها وسبل تسوية الخلافات القائمة فيها.

ورحب الرئيس بالتهدئة الحالية في منطقة شرق المتوسط، متطلعًا للبناء عليها وصولًا إلى تسوية الخلافات القائمة بين الدول المتشاطئة بالمنطقة ليتسنى لنا جميعًا التعاون لتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية المتاحة بها.

في المقابل، الرئيس أردوغان كذب، خلال القمة، الادعاءات الأمريكية بشأن المساعدات، مقررًا ومؤكدًا ومشيدًا بالدور المصري في إنفاذ المساعدات إلى داخل القطاع.

قبل زيارة أردوغان، استضافت القاهرة اجتماعًا رباعيًا شارك فيه مسؤولون مصريون بجانب رئيس المخابرات الأمريكية، وليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنياع، بشأن مناقشة التهدئة في قطاع غزة، وخرجت المشاورات بشكل إيجابي، ومازالت القاهرة، تستقبل وفودًا من كل دول العالم لبحث التداعيات الخطيرة في المنطقة، مؤكدة أنها جاهزة لكل السيناريوهات المحتملة.

مصر عبر تاريخها لم تتخل عن دورها المحوري في المنطقة، بل حملت وتحمل وستتحمل كل أزمات المنطقة، تنحاز لقضايا الأمتين العربية والإسلامية.. المثير في الأمر أن هناك دولاً في المنطقة ما زالت تشكك في هذا الدور، السؤال هنا: ماذا قدمت هذه الدول للمنطقة عامةً وغزة خاصةً؟، أعتقد أن الجميع يعرف الإجابة فهn واضحة جلية لا تقبل التأويل.